الرؤية الوطنية قوام المؤسسات والعمل السياسي الأحوازي
التنظيم السياسي الأحوازي مقدمات خاطئة أدت إلى نتائج سيئة
محمود عبدالله ياسين
الأحوازيون في مرحلتين: مرحلة خزعل التوافقات القبلية، ومرحلة قوانين دولة الاستعمار الإيراني
إنَّ التحول التاريخي الأكبر الذي قد حدث في تاريخنا الوطني وحمل معه تغييرات جذرية سياسية ومجتمعية واقتصادية وثقافية وجغرافية، بدأ عندما تم إسقاط حكم شيخ خزعل بن جابر والذي كان معتمِدًا أساسًا(نظام القبيلة من التحالفات والتوافقات والأعراف والتقاليد)، مرجعًا في إدارة شؤون أبناء هذا البلد وتسوية وحل معظم مشاكلهم، وبقي هذا (قانونًا) إلى يوم دخول قوات رضا خان الفارسية إلى بلدنا الأحواز واحتلاله.
فبدخول الوافد الأجنبي الفارسي إلى الأحواز حدث عندنا ذلك التحول التاريخي من مرحلة (إدارة نظام القبيلة) إلى (نظام دولة الاستعمار الجديد) من استحداث(مؤسسات وقوانين)، وقد تولَّى إلادارة والتنفيذ عددٌ كبيرٌ من المسؤولين والموظفين، إضافة إلى آلاف من الضباط والجنود الذين تمركزوا في المعسكرات والمقرات والمراكز والأبنية التي تم بناؤها. وكانت مهمة هؤلاء جميعًا فرض تلك القوانين باستعمال القوة العسكرية ونهج خطاب فارسي عنصري على أبناء الشعب العربي الأحوازي.
فهذا الفعل الجديد الاستعماري لم يكن مضمونه وطريقة تطبيقه معروفين سابقًا عند الإنسان الأحوازي، فهما لا ينتميان إلى ثقافته ولا إلى تدبير شؤون حياته اليومية أثناء عهد مرحلة حكم خزعل بن جابر القائمة على نظام مختلف(نظام القبيلة) كما ذكرنا سابقًا.
فحدث رد الفعل برفض تنفيذ تلك القوانين ومنها تحديدًا (جمع الضرائب الباهضة) و(التجنيد الإجباري) ابتداء بحركة يوم 24 -7 تموز 1925 وإلى سنة 1948، وقد شهدت الأحواز سنوات (فوضى وفقدان الأمن) وذلك نتيجة تبنِّي دولة الاستعمار(فكرة سياسة ارتكاب الجرائم) من قتل وصلب وإعدامات دون محاكمة إلى القتل الجماعي واللجوء إلى استعمال مختلف الأسلحة، ومنها القصف بالطائرات ولعدة أيام وسقوط المئات من الشهداء من الرجال والنساء وكبار السن والأطفال، وحرق وتدمير وتخريب قرى كاملة بما فيها مصادر معيشة أهلها، وهذا القتل والتدمير المنظم من الدولة الاستعمارية الفارسية كان دائمًا يؤدي إلى الهجرة الجماعية من أبناء القبائل وشيوخها من الأحواز إلى العراق، أنموذجًا ما قد حدث بتاريخ 15-6-1944 من قصف بالطائرات واستعمال كل الأسلحة المتاحة ضد أبناء الميناو والذي انتهى بعد أكثر من شهر إلى إعدام شيخ حيدر الطليل وآخرين معه، وهذه الحرب على المدنيين من الأحوازيين بنهج وقوة الدولة الاستعمارية وغيرها تم تدوين تواريخ وقوع أحداثها وتفاصيلها يوميًا من البريطانيين(1).
تناقضات النهج القبلي الأحوازي تاريخيًا
بين الرفض والتعاون مع الفرس ودولتهم الاستعمارية
شهد الأحواز في الفترة التاريخية بين سنتي 1925-1948م عددًا كبيرًا من الحركات المجتمعية والسياسية الرافضة والمقاوِمة لوجود الفرس الأجانب من الوافدين إلى بلدنا مؤسساتٍ وقواتِ دولتهم الاستعمارية وفي مختلف المناطق الجغرافية من الوطن، وللبريطانيين خلاصة كلام عن هذه القضية وهو الآتي: “كان الخيط الناظم لاستياء جميع العرب هو كراهية الحكم الفارسي ومقاومة التفريس”، ففي سنوات الحرب العالمية الثانية وما بعدها( 1941-1948)، والتي قد شهدت إسقاط حكم رضا خان وهزيمة الجيش الفارسي في بداية الحرب المذكورة، ظهر الحراك الأحوازي بجهد (مجاميع شيوخ القبائل) وتبلور بمطالب وصياغة (شكوى) إلى البريطانيين والعرب تؤكد على أنَّ الظلم الذي قد حدث من المسؤولين الفرس وقواتهم العسكرية والأمنية وتجاوزاتهم على الأحوازيين العرب وحقوقهم بوحي من الكراهية والعنصرية، وذلك طوال سنوات حكم رضا خان بهلوي بين سنتي 1925-1941م، وعلى الرُّغم من أنَّه تم إسقاطه حكمه، ولكن نفس النهج بقي حيًا مستمرًا عند الفرس الذين جاؤوا من بعده، ولهذا حملت (شكوى مجاميع شيوخ القبائل) طلب المساندة لمواجهة ظلم وجرائم الفرس في الأحواز.
ولكنَّ هذا (النهج القبلي) عاش وعانى من تناقض سياسي تاريخي، فمثلما أنتج من داخله فكرة الرفض ومقاومة دولة الاستعمار ووجود الفرس في الأحواز، أنتج في الوقت نفسه نقيض هذا الاتجاه وهو التعاون مع سلطة دولة الاستعمار، فهذا الأمر (تناقضات النهج القبلي الأحوازي تاريخيًا) أنتج بيننا الفوضى والفشل وإضعاف العمل السياسي الأحوازي، وأسوأ ما حمل إلينا هذا التناقض التاريخي القبلي (ازدواجية الشخصية الأحوازية في العلاقة بدولة الاستعمار الفارسي تعاونًا وترحيبًا وتنفيذًا لمشروعها).
فشل نهج القبيلة في مقاومة الوطنية الفارسية ودولتها الاستعمارية
إنَّ الكلام والعمل والاعتراض السياسي والمجتمعي عندنا على أفعال دولة الاستعمار الفارسية في الأحواز بقي تراثًا ونهجًا قبليًا متداولًا ومتواصًلا باعتباره تراثًا سياسيًا تنتظم فيه الأجيال من الخمسينيات من القرن العشرين وإلى يومنا هذا. فالقبيلة كمرجعية ومنظومة ثقافية من تعاليم وتقاليد وأعراف شفوية موروثة وظيفتها بيننا كأحوازيين تؤطر الفهم والعمل عند الإنسان الأحوازي، وهذا الاتجاه يشمل الجهد المبذول في العمل السياسي القائم على هذا المنتج القبلي. إنَّ هذا الجهد في العمل السياسي منذ حركة (مجاميع شيوخ القبائل) وإلى تاريخنا هذا، لم يكن يومًا جهدًا مؤطرًا ومؤسسًا فكريًا وسياسيًا وثقافيًا على فكرة تنظمية ورؤية وطنية لها آفق مشروع وطني أحوازي.
فالوطنية عندنا لم يحدث لها تعريف فكري وسياسي وثقافي قط، لتصبح مرجعًا يؤسس العمل الأحوازي مؤسسات وتنظيمًا سياسيًا. فهذا الفراغ الفكري الوطني أنتج بيننا (تراث ثقافة الفوضى)، والجميع يستقي منه فهم التعامل والنظر إلى مشكلتنا مع الفرس وطرح الحلول لها.
ومثلما اتجَّه شيوخ العشائر إلى(نظام الحكم) الجديد ما بعد حكم رضا خان في سنوات الحرب العالمية الثانية من أجل أن يقدم حلولًا سياسية لقضيتنا الوطنية، تكرر نفس النهج والأسلوب وهذه المرة عندما اتجه أعضاء التنظيمات الأحوازية وكان شعارها (التحرير) فترة وجودها في بعض البلاد العربية إلى طلب حلول سياسية من حكم (النظام الجديد) لقضيتنا الوطنية، ونتيجة ذلك العمل السياسي ولمرتين كان الفشل بكل سيئاته. إنَّ عدم الانتظام في الوطنية وفهم معناها وتاريخها السياسي وفهم دولة الاستعمار الفارسية التي تم تشييدها على مقاصد الوطنية الفارسية قد أوقع بعض الأحوازيين في هذا الخطأ التاريخي السياسي.
إنَّ مشكلة الأحواز لم يكن سببها نظامًا بعينه وبإسقاطه يحدث حلها بقرار من النظام الجديد، بل إنَّها صناعة الثقافة الوطنية الفارسية بروحها العنصرية وإنتاج دولتها الاستعمارية، فلا التاريخ ولا السياسة ولا الفكر الفارسي يسمح لأي نظام سياسي جديد يحكم أن يتنازل أو يتراجع عن تلك الأسس التي وضعها رضا خان في الأحواز، وذلك بمجرد أن تظهر بيننا (مجموعة سياسية قبلية بصرف النظر عن الشعار السياسي المرفوع) تطلب هذا الحل في ورقة وتقدمها إلى الفرس على أنَّها هي حلول للقضية الأحوازية.
إنَّ رجال الحكم من الفرس الذين جاؤوا بعد رضا خان وورثوا عنه المؤسسات ومضمون الخطاب لم يقوموا بمهمة إضعاف تلك المؤسسات والاتجاه إلى صياغة خطاب جديد يعمل القطعية مع ذلك الخطاب الأيديولوجي السياسي والتاريخي والثقافي والأمني تجاه النظر إلى الأحواز وشعبه، فهذا لم يحدث قط في تاريخ الفكر الفارسي الوطني ولا في نهج الدولة الاستعمارية. فقرار تغيير الأسماء العربية إلى الفارسية في الأحواز والذي قد صدر رسميًا سنة 1935 في فترة حكم رضا خان بقي فعلًا وقرارًا من ثوابت فكر الثقافة والدولة لا يُمس وإلى اليوم، ومثله مثل غيره من القرارات والمشاريع والمفاهيم الفكرية ضد قضيتنا، فهذه حقيقة تاريخية، مثلما هي حقيقة أنَّ العمل السياسي الأحوازي القائم على نهج بضاعة القبيلة السياسية قد فشل في فهم واختيار فكر التعامل مع الفرس.
فهذه البضاعة عندنا لم ترتقِ يومًا إلى مستوى مصارعة ومقاومة فكرة الوطنية الفارسية في الأحواز. وقد عجزت أن تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام في إنتاج عمل سياسي أحوازي، لا داخل الوطن ولا خارجه، وما يؤكد هذا في تاريخنا، أنَّه بعد تجربة (مجاميع شيوخ العشائر) وتجربة (تنظيمات التحرر1979)، جاءت التجربة السياسية الأحوازية (حقبة الإصلاحات بين سنتي 1998-2004م) وانتهت إلى نفس طريق الفشل، وكذلك التجربة التي جاءت بعدها بسنوات، وهي تجربة المجاميع في خارج الوطن والذين في البداية أطلقوا على (عملهم السياسي) اسم(الميثاق الوطني) وأعلنوا عن وجودهم تحت مسمى (منظمة حزم)، فهذا العمل السياسي بين سنتي(2009-2015م) قد اجتمعت فيه كل تناقضات وتناحرات وفوضى تاريخنا، فانتهى إلى نفس النتجية والمصير الذي وصلت إليه الأعمال السياسية السابقة، وعندما تتكرر بيننا ظاهرة الفشل التي ترافق العمل السياسي الأحوازي يحدث فتح الساحة أمام نشر ثقافة التناحر والأقاويل عن ما يجب فعله والإصلاح ونقد الأخطاء.
فهذه الأقاويل تعتمد على الرموز من أجل التزينُّ وكسب الشرعية (تاريخ- شهداء سجناء ثورات انتفاضات و…الخ) وعن أفعال وجرائم دولة الاستعمار في الأحواز، وتكرر نفس المقدمات الخاطئة المعروفة عند الأحوازيين. وهذا يصدق على الأقاويل بيننا عن (فوضى النقد) على العمل السياسي الوطني الأحوازي والذي بدوره مثل الأقاويل السابقة لم يحتوِ على فائدة تفتح آفاق فكر جديد، وبما أنَّ أصحاب هذا النقد لا يعرفون تاريخ تكوين (فكرة الوطنية الفارسية) ولا (تاريخ الثقافة الأحوازية- التي أنتجت العمل الأحوازي)، بقي نقدًا بلا قيمة ومعنى.
فنقول: بما أنَّ أصحاب البضاعة التنظيمية والثقافية والنقدية الرائجة بيننا فكروا ونطقوا بوعي القبيلة والرومانسية لذا بقي مصيرها الفشل وإحداث التمزق والتناحر، وهذا الاتجاه أنتج بيننا كما ذكرنا سابقًا (ثقافة فوضى ازدواجية الشخصية الأحوازية) التي تدعم مشروع دولة الاستعمار وإضعاف مكونات الوحدة الوطنية الأحوازية.
ازدواجية الشخصية الأحوازية والعلاقة بالآخر الفارسي؛ الدولة والثقافة
إنَّ الترحيب بالمحتلين الفرس والتعاون معهم يرجع تاريخه إلى أواخر حكم أيام شيخ خزعل بن جابر من بعض (مجاميع القبائل الأحوازية)، وبقي تراثًا مستمرًا يُفكر من داخله الكثير إلى يومنا هذا، حيث إنَّ هذا الفعل ضم فئات عديدة ومختلفة من الأحوازيين، وسوف يطول المقام بنا هنا إذا أردنا أن نصنِّف هؤلاء على مستوى الأجيال من نظام رضا خان والابن بهلوي وإلى النظام الحالي، وكذلك على مستوى الارتباط بمؤسسات دولة الاستعمار والخدمات المقدمة من هؤلاء إليها، وخاصة وأنَّ هذا الاتجاه قد شمل كذلك بناء العلاقة مع المعارضة السياسية الفارسية. على الرُّغم من أنَّ هؤلاء الفرس وإن عارضوا نظام الحكم لكن أصل ثقافتهم السياسية والتاريخية ومقاصدها وثوابتها لا يختلف عن نهج دولتهم.
وتؤسس هوية ازدواجية الشخصية الأحوازية العناصر الآتية:
التراث القبلي- مؤرخ القبيلة، عرب إيران، عربستان، الولاء للثقافة الفارسية وخدمتها في الكتابة والإعلام والنشر، عرب خوزستان، التعاون والمشاركة السياسية مع الدولة والمعارضة وتبنِّي مفاهيم خطاب الفكر الفارسي من طرف شريحة واسعة من أبناء قبائل الأحواز داخل الوطن وخارجه. ففعل هذه الشخصية القبلية الأحوازية المزدوجة خدم إجمالًا مشروع الدولة الاستعمارية وثقافتها ومشاريعهان وصنع لها لها خطاب شرعية في الأحواز؛ تحديدًا الجيل التقدمي القبلي صاحب (شعار عرب إيران) والذي يعيش ازدواجية ما بين الانتماء بحكم الانتساب إلى الهوية القبلية العربية على صعيد(التراث النفسي) وظاهرة الهروب إلى فكرة الاندماج في الثقافة السياسية الفارسية، ويؤدي فعل ثنائية (كسب المصالح والجهل) الدافع الرئيس الذي يقف وراء صناعة هذه الشخصية- الشريحة.
ويُعبَّر عن هؤلاء في نصوص وخطابات مسؤولي الفرس بعبارة: (وفاء وتضحيات وخدمات رجال قبائل عرب إيران إلى دولتهم الإيرانية)، وهذا الأهتمام بهذه الشريحة راجع إلى أهمية وظيفتها ودورها الكبير وهو ليس أقل أهمية من نهب (موارد الثروة الاقتصادية الوطنية الأحوازية)، خاصة في ما تقدم من مساندة وفعل على أرض الواقع من محاربة وإضعاف مشروع مكونات الوحدة الوطنية الأحوازية. من هنا نرى أنَّ الحاجة إلى طلب صياغة رؤية وطنية وتجديد خطابها تعالج ما نحن فيه من مشاكل وتعقيدات وفوضى تاريخية عمرها عقود عديدة.
الوطنية وتجديد خطابها، مواجهة أيديولوجية دولة الاستعمار في الأحواز ومن يساندها
إنَّ الوطنية منظومة واسعة ووحدة فكرية وسياسية وثقافية متماسكة ومهمتها مواجهة أيديولوجية دولة الاستعمار في الأحواز ومن يساندها. وهذا يطلب أوّلا تعريفًا بها كي تؤدي هذه الوظيفة تحديدًا تمييز الهوية الوطنية الأحوازية عن الثقافة الوطنية الفارسية(2)، ومن خلال بعض من مكوناتها وهي الآتية:
اللاشرعية لدولة الاستعمار الفارسي في الأحواز، الحدود الوطنية، الخريطة الوطنية، العلم الوطني، النشيد الوطني، المواطنة، المجتمع الوطني، التاريخ الوطني، الاستقلال الذاتي للشخصية على صعيد الوعي والفكر، اللغة العربية الوطنية، هوية تاريخ التراث الوطني و…إلخ)، فهذه المكونات وغيرها مجتمعة كمنظومة واحدة منسجمة تؤسس العمل الفكري والثقافي والسياسي والتاريخي عبر مؤسسات وطنية، وإنَّ إفراغها من محتواها الوطني يؤدى إلى فشلها، وهذا العمل والمسؤولية من مهام الكتلة الوطنية التاريخية الأحوازية.
مهمة الكتلة الوطنية التاريخية الأحوازية، واقع الأحواز والحاجة إلى بناء ثقافة مجتمع الحداثة الوطني
إنَّ الكتلة الوطنية الأحوازية مهمتها التاريخية وضع أسس بناء ثقافة مجتمع الحداثة الوطني، ومن ركائزه المُعاصِرَة مفهوم (المواطنة) الذي ينقض أساسًا شرعية وجود (دولة الاستعمار وخطابها)، وهو من مرجعية الفكر الحديث المعاصر الذي يدعو إلى فكرة تحرير الإنسان وتحقيق جميع (حقوقه الطبيعة) في (الدولة الوطنية) كهيئة اجتماعية تنتمي إلى مفهوم (الحداثة السياسية) وتكوِّنها (مؤسسات القانون). وتحتل فكرة (الحقوق الطبيعة) في منظومة الحداثة مكانة محورية وفق عبارة (حقوق الإنسان)، فهي فكرة إدانة ورفض دولة الاستعمار ومعها (جماعة الجهل المركَّب بيننا)، حسب النص الآتي: “والناس في هذا سواسية وأحرار، بعضهم إزاء بعض، لأنَّ حق الإنسان في الحرية والمساواة هو حق طبيعي له من عمل الطبيعة…معناها تأسيس تلك الحقوق على مرجعية سابقة على كل مرجعية: فالطبيعة سابقة على كل ثقافة وحضارة، وعلى كل مجتمع ودولة، وبالتالي فهي مرجعية كونية عالمية، كلية مطلقة، والحقوق التي تتأسس عليها هي حقوق كونية عالمية، كلية مطلقة كذلك”(3).
فأهمية هذه الرؤية الوطنية الأحوازية تعود إلى (مقاصدها) من صياغة فكرة منظومة النهج الوطني وطلب بناء وتشييد مؤسسات وتنظيمات سياسية وطنية تنطلق من هذا الواقع ويجتهد أهلها في العمل الذي يتجه إلى إحداث التغيير والتحول في مختلف شؤون وقضايا وأحوال الشعب الأحوازي، فهذا هو السبيل الذي يقاوم منظومة ونهج دولة الاستعمار الفارسي في وطننا الأحواز.
المصادر:
1 – من يرغب مزيد تفاصيل- يرجع إلى كتبي الثلاثة- نحن والتجديد، نحن والوطنية، تاريخ الأحواز الممزق بفعل أربع جهات.
2 – الوثائق ضمن مشروع ترجمة النصوص البريطانية عن الأحواز، ترجمة الأستاذ نزار عوني اللبدي وإشراف محمود عبدالله.
3 – محمد عابدالجابري، في نقد الحاجة إلى الإصلاح ص 156، الطبعة الأولى 2005، مركز دراسات الوحدة العربية بيروت لبنان.